الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نواب «الاستربتيز» السياسى

نواب «الاستربتيز» السياسى






لا تفرحوا إلى هذه الدرجة!
فحكم المحكمة الادارية العليا الذى قضى باستبعاد الراقصة سما المصرى وزميلها رجل الحديد أحمد عز، أمين الحزب الوطنى المنحل، من خوض الانتخابات نهائيا، إضافة إلى ما أعقب الحكم من تهليلات وتبريكات اجتاحت وسائل الإعلام تبشر الرأى العام بأن البرلمان المقبل سيكون دون الراقصة والطبال، كل تلك الاشياء (فى رأيى) لن تدعوك للفرح إذا كنت من أصحاب النظرة الثاقبة.
فالبرلمان المقبل لا يزال مفخخًا، لا يزال العديد من العقبات تهدد نزاهته، فرغم دوره المهم الذى ننتظره بما على عاتقه من مهام تشريعية كبيرة، إلا أنه يفتقد التحصينات اللازمة، الجديرة بالإتيان بنواب مخلصين لا ينتمون إلا لهذا البلد ومصالحه الملحة، لا مصالح شخصية ولا حزبية يسعى إليها النواب فى الدرجة الأولى.
الحقيقة المرة تقول إن البرلمان المقبل به عشرات من الراقصين والراقصات والمطبلين والمطبلات استعدوا جيدًا لخوض هذه المعركة وهم على دراية كاملة بها وسوف يفوزون (للأسف) بالمقاعد ليعودوا مرة أخرى نوابًا تحت القبة، يمارسون باحترافية هواية «الاستربتيز» السياسى (وهو نوع من الرقص يهدف إلى إثارة الغرائز) بعد أن ترك هؤلاء النواب حلبة الرقص السياسى الرقيع تحت قبة البرلمان منذ عدة سنوات، وتحديدا بعد ثورتى 25 يناير  و30 يونيو.
الحكاية أصبحت واضحة وضوح الشمس لاى مراقب جيد، إذ بدأت ملامحها الرئيسية تظهر للجميع من خلال القوائم الحزبية التى تم اعتمادها بشكل رسمى، وأصبحت تتنافس مع بعضها البعض للفوز بمقاعد البرلمان، وتظهر تلك القوائم هوية المرشحين على المقاعد الفردية، سواء من المستقلين أو المنتمين أيضًا لأحزاب سياسية.
فعندما تراجع تلك الأسماء، تجد وسط آلاف المرشحين المحترمين، مئات ممن سبق لهم احتراف «الاستربتيز السياسى» وتحابيشه، من طبل وتصفيق تحت قبة مجلس الشعب، وهم على نفس النهج سائرون، وعائدون، وهؤلاء المئات الخوف كل الخوف منهم، لأنهم يجيدون لعبة الانتخابات، ويعرفون كيف يحصدون الأصوات والكراسى فى البرلمان، فبعدما كانوا ينتمون للحزب الوطنى ويهللون له، تحولوا ـ أثناء فترة حكم الجماعة الإرهابية ـ إلى أعضاء من الأهل والعشيرة! بل سارع بعضهم إلى استخراج كارنيهات عضوية فى حزب «الحرية والعدالة» المنحل، وزادوا على ذلك بأنهم كانوا تحت قبة البرلمان مدافعين عن الإخوان وحكمهم، ومهنئين محمد مرسى، الرئيس المعزول، على خطواته التى كانت فى حقيقتها تهدم هوية مصر، بل طالب هؤلاء المتلونون باستبعاد بعض النواب الذين انتقدوا الإخوان داخل المجلس، ثم تحولوا فجأة بعد 30 يونيو ليروا فى حكم الإخوان أنه كارثى وسوف يدمر البلد!
هؤلاء أعتبرهم، من الآن، قد أصبحوا أعضاء بالفعل تحت القبة، بعد ان استعدوا فى دوائرهم بكل الأسلحة الانتخابية، بدءًا من الزيت والسكر ودفع الأموال لشراء الأصوات وانتهاء بالوعود الكاذبة، لدرجة أن هناك دوائر كاملة، خاصة فى الصعيد، كل أعضائها من هؤلاء الأفاقين والمنافقين الطبالين منهم والراقصين على كل الحبال.
إن هؤلاء للأسف أول من سيصفقون للحكومة، أى حكومة، وأول من يتبارون فى سب الإخوان وأيامهم، وهم أيضًا أول من سيعلنون ندمهم على انتمائهم للحزب الوطنى فى الماضى، بل سيعلنون ولاءهم الكامل للنظام الحالى الذى كانوا يحلمون به، هكذا سوف يقولون!
أما الذين يراهنون على ذكاء الناخب وأنه سوف يختار الصالح لهذا البلد، فأقول لهم: إن الانتخابات مازالت تحكمها العصبيات والانتماءات أولاً، والمنافع الشخصية ثانيًا.
فالفلول وأعضاء حزب النور يجيدون الوصول للناخب واللعب بمشاعره للحصول على صوته، وهم أصحاب خبرة كبيرة فى ذلك من سنوات مضت. أعرف أن البعض يسأل الآن: ما الحل إذن؟
أقول لهؤلاء: الحل فى نزول كل من يخاف على هذا البلد إلى صناديق الانتخابات ليقول لهؤلاء «كفاكم طبلاً وزمرًا واتركوا البلد لمن يريد أن يعمل فيه بجد واجتهاد».